كيفية التعامل مع سن المراهقة من التساؤلات التي تشغل بال كل أم وأب لديهم طفل على أعتاب تلك المرحلة، أو بالفعل بدأت تظهر عليه التغيرات المصاحبة لمرحلة المراهقة، والتي من أبرزها التغيرات الهرمونية المصاحبة للبلوغ، والميل للتمرد، والتقلب الحاد في المزاج، لذا سوف نعرض من خلال موقع فنون العلم أهم النصائح للتعامل مع المراهقين.
جدول المحتوى
Toggleكيفية التعامل مع سن المراهقة
عند التعامل مع المراهقين، ينبغي مراعاة أنه يلزم تغيير أسلوب تربيتنا لهم بما يتناسب مع تلك المرحلة، ومن أهم النصائح في ذلك ما يلي:
- الاستماع الجيد: انتبه إلى أن الاستماع لا يقل أهمية عن الحديث، لذا تجنب المقاطعة، وانصت لوجهة نظره وتفهمها.
- الاتصال البصري: التواصل بالأعين من أهم أدوات التواصل، حيث تساعدك على تفهم مشاعر المتحدث بشكل أفضل، وتزيد من انتباهك لحديثه.
- كن حازمًا: عند التحدث إلى الابن المراهق يجب التفرقة بين العنف والحزم، حيث يجب تجنب السخرية، أو الإهانة، فقط كن حازمًا وواثقًا مما تقول.
- الاستماع لرأيهم: من المهم إظهار الاهتمام برأي الابن المراهق، لذا من الجيد التعاون معًا لإيجاد الحل، بدلًا من توجيه الأوامر.
- عدم التناقض: من المهم أن تكون قدوة لأبنائك، فيجب ألا تكون أفعالك متناقضة مع أقوالك.
- الحفاظ على الهدوء: كن منفتحًا وتصرف بحكمة؛ حيث إنه أياً كان ما يشاركه إياك ابنك، يجب ألا تخسر ثقته بك.
تحديات التربية في سن المراهقة
في إطار الحديث عن كيفية التعامل مع سن المراهقة، سوف نعرض أفضل الطرق للتعامل مع تحديات التربية في سن المراهقة:
1- التقلبات العاطفية
للتعامل مع التقلبات العاطفية الحادة لدى المراهق؛ يجب فهم سببها، حيث إنه وفقًا للأبحاث العلمية فإن اللوزة الدماغية تتطور بشكل أسرع من القشرة الدماغية، مما يجعل نظام السعي وراء المكافآت ينضج في سن مبكرة من المراهقة، والذي يجعل الطفل المراهق يميل نحو كسر القواعد، والحصول على الإثارة، بينما ينضج النظام المسؤول عن ضبط النفس في العشرينات.
للتعامل مع التقلبات العاطفية الحادة لدى الطفل المراهق عليك بالآتي:
- تفهم أن التغيرات الهرمونية التي يمر بها طفلك عند البلوغ تتسبب لهم في تقلب مزاجهم.
- شارك تجربتك معه، وما تعلمته منها، مع إيضاح أهمية الاستفادة من التحدث مع الكبار.
- الابتعاد عن المثالية، ووضح له أنك أيضًا وقعت بأخطاء مماثلة، وتجنب التقليل من مشاعره.
2- الإدمان على عادات سيئة

ننصح المربين الذين يواجهون تحدي كيفية التعامل مع سن المراهقة فيما يتعلق بإدمان العادات السيئة مثل الإباحية، أو التدخين؛ باتباع المراحل التالية:
أولًا: ما قبل المواجهة
- قبل مواجهة المراهق بأنك على علم بسلوكه، يفضل التريث إلى أن يقوم هو بالاعتراف، وساعده على هذا عبر توفير مساحة تقبل وأمان.
- استغل الفرص أثناء الأحاديث العابرة أن تشير إلى مخاطر تلك العادة السيئة سواء على المدى القريب أو البعيد.
- من المهم التركيز على الآثار السلبية التي تقع ضمن اهتمامات ابنك، مثل الصحة، والحياة الاجتماعية، وغيرها.
ثانيًا: المواجهة
- في حالة خشيت فقد أعصابك أثناء المواجهة، يمكن أن تكون المواجهة من خلال صديق، أو قريب، أو معلم.
- في حالة اختيار شخص آخر لتولي مهمة مواجهة المراهق، يجب أن يكون شخص ثقة، وعلى دراية بكيفية التعامل مع سن المراهقة.
- يجب إيضاح أنك لن تقبل الاستمرار في ممارسة العادة السيئة، كما أنك على استعداد لتقديم الدعم لمساعدته في الابتعاد عنها.
- تعاون مع الابن على وضع خطة واقعية للتخلص من الإدمان، ووضح له عواقب عدم الالتزام بالخطة.
- في حالات الإدمان التي تشكل مخاطر جسيمة، مثل الإدمان على المواد المخدرة، يجب اللجوء لمتخصص.
ثالثًا: المتابعة
- بعد المواجهة يجب الاستمرار في متابعة الابن المراهق، وتقدمه في الالتزام بالخطة.
- ادعمه من خلال مدحه على الالتزام بالخطة، واظهر له تفهمك لمشاعره، ومدى صعوبة الأمر.
- اعمل على تثقيفه من خلال مصادر موثوقة عن مخاطر العادة السيئة التي يدمن عليها؛ لتحفيزه على الاستمرار.
3- الاضطراب في التحصيل الدراسي

ضمن التحديات التي تؤرق الآباء هي كيفية التعامل مع سن المراهقة فيما يتعلق بتدهور المستوى الدراسي، وفي ذلك ننصح بالآتي:
- تحلى بالواقعية، وتفهم أنه بالرغم من أهمية مهارات التحصيل الدراسي، لكن ينبغي التوقف عن الضغط عليه في حالة أن ذلك فوق قدراته.
- اظهر التفهم للابن المراهق فيما يتعلق بصعوبة الجلوس لفترات طويلة، والتركيز على الاستذكار.
- في بعض الحالات يتوجب عليك الاستعانة بالمتخصصين، مثل في حالة أن الطفل لديه صعوبات تعلم، أو اضطراب فرط الحركة.
- اسأل الابن عما يمكنك فعله لمساعدته، واعمل بالتعاون معه على وضع خطة، وجدول مذاكرة مناسب له.
- اتفقا معًا على العواقب في حالة عدم الالتزام بالقواعد.
- في حالة أن الطفل يواجه صعوبة في فهم موضوعات، أو مواد دراسية محددة، فاعمل على الاستعانة بأفكار إبداعية تيسر من فهمها.
اقرأ أيضًا: أنواع الشخصيات في علم النفس
استمع إلى المراهق
نتابع الحديث عن كيفية التعامل مع سن المراهقة، ونشير إلى أهمية التواصل مع المراهقين من خلال تعلم مهارة الاستماع، وذلك على النحو التالي:
- استغل الأوقات التي يكون فيها الابن المراهق في مزاج جيد، واطلب منه إخبارك عن أحداث يومه.
- كما أشرنا في السابق انصت جيدًا لابنك المراهق، واظهر اهتمامك من خلال طرح الأسئلة، واستخدام الإماءات بالرأس لحثه على الاستمرار.
- تجنب أن تقاطع الحديث إلى أن ينتهي، بينما يمكن طرح أسئلة اعتراضية تظهر اهتمامك، مثل: ثم ماذا؟ أو وماذا فعلت؟
- من المهم أيضًا عند التحدث مع المراهق الابتعاد عن إصدار الأحكام، وسرد محاضرات طويلة حول سلوكه السيئ.
- احتفظ بالملاحظات حول سلوكه السيئ بخاطرك، وفكر في خطة جيدة لمعالجة هذا الأمر في وقت لاحق.
- تحدث مع المراهق حول ما إذا كان يشعر بأنك تستمع إليه جيدًا، واسأل عما يمكنك فعله لتحسين ذلك.
كيفية التعامل مع سن المراهقة مهمة بالفعل صعبة، إلا أنها تصبح أكثر سهولة عند التعلم أكثر عما يمر به أبناؤنا من تطور سريع على أكثر من صعيد، سواء التطور الفسيولوجي لأجسامهم، أو السيكولجي والاجتماعي، لذا ننصح بالعمل على التزود بمعلومات أكثر عن هذه الفترة، وسؤال المتخصصين، والأهم الاستماع إلى أبنائنا، وتفهم الصعوبات التي يواجهونها.