علم الأحياء أحد أهم العلوم الطبيعية التي تُثير شغف محبيها لمعرفة من هو مؤسس علم الأحياء الذي تمكن من اكتشاف علم غير مجريات الحياة، وجعل الإنسان قادرًا على قراءة العوالم الطبيعية التي تحيط به في هذا الكوكب، وتمكن من قراءة الشيفرات الوراثية التي تلعب دورًا هامًا في حياة الكائنات الحية.
ومعرفة مؤسس العلم سوف تمنحنا فرصة تتبع التطور الذي شهده هذا العالم ليصل للصورة النهائية التي نراها فيه، ويمنحكم موقع فنون العلم فرصة الغوص في أعماق علم الأحياء واكتشاف أهم المعلومات عنه.
جدول المحتوى
Toggleمن هو مؤسس علم الأحياء؟
علم الأحياء من العلوم التي يسهل دراستها ويجذبك للإبحار في أقسامه، ولكن يظل سؤال من هو المؤسس لعلم الأحياء يخطر على عقول الشغوفين بدراسة هذا العلم الشيق، ويمكن إيضاح الإجابة فيما يلي:
- تعود أصول علم الأحياء إلى اليونان القديمة وهي الإجابة عن سؤال من هو مؤسس علم الأحياء، حيث ساهم أرسطو في استخلاص بداية ظهور علم الأحياء من خلال كتبه التي تناولت تاريخ الحيوانات، والسببية البيولوجية.
- وقد ساهم العالم الكبير ثيوفراستوس في نشأة علم الأحياء من خلال الكتب التي ألفها في علم النباتات خلال العصور القديمة، والبعض يرجح أنه يستحق أن يكون الإجابة عن سؤال من هو مؤسس علم الأحياء.
- وظهر أول مرة مصطلح علم الأحياء عام 1736 في أحد كتب العالم كارلوس لينيوس.
- وقد تم استخدام مصطلح الأحياء في العصر الحديث داخل أطروحة العالم الألماني غوتفريد راينولد تريفيرانوس التي تتناول مظاهر الحياة وأشكالها المختلفة، وتوضح القوانين المسببة لحدوث الظواهر وأطلق عليها اسم علم الأحياء.
- وقفز أنطوني فان ليفينهوك بعلم الأحياء عندما طور المجهر، كما أنه تمكن من اكتشاف البكتيريا والعديد من الكائنات المجهرية.
تاريخ تطور علم الأحياء
الكوكب مليء بالكائنات الحية التي تؤثر فينا ونوثر فيها، ومن خلال علم الأحياء تمكنا من التعامل معها وفهم مكنونها الطبيعي، لذلك معرفة تاريخ تطور هذا العلم أمر في غاية الأهمية، وقد مر برحلة تطور متمثلة في مراحل نوضحها فيما يلي:
1- الحضارة البابلية والآشورية
بدأت الأحياء الأخرى تجذب الإنسان لدراستها والاهتمام بها، وأصبح هناك علم خاص لها في الحضارة الآشورية والبابلية، وتؤكد ذلك الأمر الرسومات المنقوشة والمنحوتة في حضارتهم التي تعبر عن النباتات المزروعة، بالإضافة إلى أبحاث أجريت في الطب البيطري.
2- الحضارة المصرية
تعد الحضارة المصرية أعظم الحضارات القديمة التي لا يمكن أن تجهل علم مثل علم الأحياء، وبالرغم من أن إجابة سؤال من هو مؤسس علم الأحياء لم تخرج من أرض الفراعنة إلا أن تطوره في أرضها العريقة تؤكده أوراق البردي التي تحضنها الأهرامات ومقابر الملوك بأنهم برعوا في تطوير علم الأحياء.
وأكبر شاهد هو تحنيطهم للمومياوات من خلال استخدام مجموعة من الأعشاب والمواد، وتثبت بردية إيبرس العائدة لعام 1550 قبل الميلاد بأن المصريين القدماء على دراية بدور النباتات في مجال الطب.
3- الهند والصين
ساهمت كلًا من الصين والهند بدورٍ مهمٍ في تطوير علم الأحياء، فلم يقتصر دورهم على معرفة علم النباتات، بل تمكنوا من اكتشاف مجالات أخرى مرتبطة بعلم الأحياء، فقد تمكنوا من معرفة مبدأ المكافحة البيولوجية، فقد عملوا على الاستعانة بالنمل ليدمروا الحشرات التي تتسبب في أذى الأشجار.
4- اليونان القديمة
أرض العلوم والفلسفة، حيث خرج منها مؤسس علم الأحياء، فقد نشأ هذا العلم في أحضانها من خلال فيثاغورس، وطاليس ميليتوس، ومن بعدهم جاء أبقراط إلى أن وصلنا للمؤسس أرسطو الذي وضع كل تركيزه على دراسة الحيوانات واستطاع أن يصنفها ويقسمها، وقام بأبحاث عن التكاثر، والوراثة وغيرها من العمليات البيولوجية المرتبطة بعلم الأحياء.
5- العرب
رحلة تطور علم الأحياء لم تتوقف على الحضارات العريقة والعصور القديمة، بل استمرت حتى ظهور العرب الذين تمكنوا في الفترة بين القرن الثالث، وحتى القرن الحادي عشر من أن يسيطروا على تطوير علم الأحياء، وذلك بواسطة مجموعة من العلماء العباقرة المتمثلين فيما يلي:
- الجاحظ الذي تمكن من تأليف كتاب الحيوان.
- ابن سينا الذي ساهم بدور كبير وفارق في مجال الطب، واستخلاص وصناعة العقاقير الطبية.
6- عصر النهضة في أوروبا
يعد عصر النهضة في أوروبا من أهم المراحل التي تطور فيها علم الأحياء، وقد تطور هذا العلم بشكل ملحوظ مع اكتشاف التشريح في إيطاليا، وبعدها حدثت الطفرة في ألمانيا في علم النباتات بواسطة العالم أوتو برونفيلز، ولكن الثورة الحقيقية لعلم الأحياء تمت على يد داروين بعدما نشر كتابه الذي يناقش نظرية التطور عام 1859.
7- العصر الحديث
تمكن علم الأحياء من الوصول إلى قمة التطور في العصر الحديث خاصة في القرنين 19، و20 واستمر في رحلة تطوره حتى وقتنا الحالي، حيث تم تأسيس نظرية الخلية، ووضع أساس علم الأجنة، وشهدت نظريات الوراثة تطورًا كبيرًا.
أهم علماء الأحياء
معرفة من هو مؤسس علم الأحياء لا تقل أهمية عن معرفة أهم العلماء الذين تمكنوا من وضع بصماتهم في ولادة علم أفاد البشرية وما زال يبهرنا بمجالاته التي تتداخل في كافة مجالات الحياة، ومن أهم علماء الأحياء:
1- تشارلز داروين
يعد تشارلز داروين أحد أهم علماء الأحياء وأشهرهم، فقد ألف أكثر من كتاب في مجالات علم الأحياء، وتسبب في لفت أنظار العالم لنظريته الشهيرة الخاصة بالتطور والتي بسببها تعرض للكثير من النقد، كما أنه تناول مبدأ الانتخاب الطبيعي الذي تحدث فيه عن نشأة الإنسان.
2- ديمتري إيفانوفسكي
هو العالم الروسي الذي تمكن من اكتشاف الفيروسات عام 1892 مما ساهم في تطوير علم الأحياء.
3- غريغور يوهان مندل
مندل هو الملقب بأبو علم الوراثة، وأيضًا عالم النباتات الشهير الذي تمكن من اكتشاف العديد من قوانين الوراثة، وقد ساعدت تجاربه في تكاثر نبات البازلاء، وهو البداية التي نشأ منها علم الوراثة الذي يستمر في التطور حتى الآن.
4- لوي باستير
من أهم مؤسسي علم الأحياء الدقيقة في مجال الطب، وقد ساهم بالكثير من الأبحاث التي ساعدت على معرفة أسباب الأمراض وطرق الوقاية منها، وقد دعمت التجارب التي قام بها نظرية جرثومية المرض.
علم الأحياء وعلاقته بالعلوم الأخرى
بعد معرفة من هو مؤسس علم الأحياء لا بد من معرفة أن علم الأحياء أحد العلوم التي ترتبط بالعلوم الأخرى ارتباطًا وثيقًا، ويلعب دورًا فارقًا في تطوير النظريات التي تخدم البشرية، حيث يرتبط ببعض العلوم مثل الآتي:
- علم الأحياء الفلكي: أحد أهم العلوم التي تجمع بين علم الأحياء وعلم الفلك، ويهتم هذا العلم بدراسة أشكال الحياة وتطورها خارج الكوكب.
- علم الفيزياء الحيوية: من أهم العلوم التي تربط بين علم الفيزياء والرياضيات بنظرياتهم التي تساهم في حل المسائل الخاصة بعلم الأحياء.
- علم الجغرافيا الحيوية: يحتل هذا العلم اهتمام الكثير من علماء الأحياء، حيث يدرس توزيع الكائنات الحية، ويفسر وجودها في الأماكن التي تقيم فيها.
- الهندسة الحيوية: تعد من العلوم التي تتمتع بمكانة كبيرة في مجال العلم، وهي تجمع بين مبادئ الهندسة لتتولى تحليل الأنظمة الحيوية، كما أنها تقوم باستخدام مبادئ علم الأحياء لتعمل على تحليل علم الهندسة والأنظمة الخاصة بها.
- الرياضيات الحيوية: يستخدم هذا العلم التقنيات الرياضية والنماذج الخاصة بها من أجل دراسة مظاهر علم الأحياء والمواضيع المرتبطة به.
معرفة من هو مؤسس علم الأحياء نقطة في بحر علماء كُثر ساهموا في ولادة هذا العلم العريق، وعملوا بجهد وصبر لتطويره ليكون أحد أهم العلوم التي تخدم البشرية، وتُمكن الإنسان من معرفة أسرار الكائنات الحية التي تسكن معه، ليتمكن من الاستفادة منها وإفادة الآخرين بها.