يعد شعر علي بن ابي طالب من أجمل الأشعار التي يمكنك قرائتها على الإطلاق، فإنها على لسان أمير المؤمنين رضي الله عنه الذي تميز بالشعر العذب متحدثًا فيه عن كل جوانب الحياة، ونظرًا لجمال كلماته وبلاغة أشعاره سوف نعرض بعض من أبيات الشعر التي قالها علي بن أبي طالب في موقع فنون العلم.
شعر علي بن ابي طالب
يعتبر الشعر من أقدم الفنون الأدبية التي ظهرت منذ بداية الخليقة، حيث لا تحتاج سوى أن يكون لديك موهبة وخيال واسع وكلمات راقية تعبر بها عن هذا الخيال، ومن الجدير بالذكر أن تلك الأمور كان يملكها علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
كان لديه شغف كبير بالشعر فطرح من خلال أبياته الكثير من الأمور، وفيما يلي بعض الأبيات من شعر علي بن ابي طالب:
1- شعر علي بن أبي طالب عن الصبر
من أشهر الأبيات المعروفة عن علي بن أبي طالب هي تلك التي تحدث فيها عن الصبر، فيقول فيها إن الأحزان قد كثرت في حياته وحاوطته من كل جانب، ولكنه سوف يستعين بالله تعالى ويصبر، مثل الشخص الذي يصبر على العطش رغم مرارة الصبر وصعوبته:
تحيرت والرحمن لا شك في أمري … وأحاطت بي الأحزان من حيث لا أدري
سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري … وأصبر حتى يقضي الله في أمري
سأصبر مغلوبًا بغير توجع … كما يصبر الظمآن في زمن الحر
سأصبر حتى يعلم الناس أنني … صبرت على شيء أمرّ من الصبر
2- أجمل أشعار علي بن أبي طالب عن الزهد والدنيا
من الجدير بالذكر أن علي رضي الله عنه قد اشتهر بالفصاحة في التعبير، وقد تنوعت قصائده لتشمل مواضيع مختلفة، فتحدث عن الدنيا وقدم نصائح فيها، حيث قال إن المرء عندما يموت لن يأخذ معه شيئًا من الدنيا إلا أعماله، فإن صلحت أعماله صلحت نهايته:
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت … أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها … إلا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه … وإن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها… ودورنا لخراب الدهر نبنيها
3- رثاء علي بن أبي طالب لزوجته
قد تميز علي في كل أغراض الشعر حتى أنه قال قصيدة رثاء لزوجته فاطمة ابنة النبي صلى الله عليه وسلم، تبين فيها مدى حبه وإخلاصه لها، وحزنه على فراقها:
ألا هل إلى طول الحياة سبيل … وأني وهذا الموت ليس يحول
وإني وإن أصبحت بالموت موقنًا … فلي أمل دون اليقين طويل
وللدهر ألوان تروح وتعتدي … وإن نفوسًا بينهن تسيل
أرى علل الدنيا علي كثيرة … وصاحبها حتى الممات عليل
اقرأ أيضًا: أغراض الشعر الجاهلي
نبذة عن علي بن أبي طالب
انطلاقًا من شعر علي بن ابي طالب رضي الله عنه، فعلينا معرفة بعض المعلومات التي تخص تلك الشخصية العظيمة، فهو ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما تزوج من ابنته فاطمة رضي الله عنها، وفي الفقرات التالية سوف نعرض لكم أهم ما يجب معرفته عن علي بن أبي طالب:
1- مولده ونشأته
ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنوات، وقبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة، كان والده من سادة قوم قريش، وأمه فاطمة بنت أسد إحدى سيدات قوم بني هاشم.
تكفل النبي صلى الله عليه وسلم بعلي بن أبي طالب من أجل التخفيف عن عمه، ومن ناحية أخرى حتى يرد لعمه أبي طالب جميل رعايته منذ وفاة جده عبد المطلب.
لذلك انتقل علي بن أبي طالب إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبلغ السادسة من عمره، ونتيجة لذلك تربى وترعرع على الأخلاق النبيلة والفضائل واشتهر بين الناس بحسن سيرته، وظل مع النبي في مكة حوالي سبعة عشر عامًا، وفي المدينة عشرة أعوام.
2- إسلام علي بن أبي طالب
إن علي بن أبي طالب هو أول من أسلم من الفتيان، فقد كان عمره 10 أعوام حين جاءت بعثة النبي ونزل عليه دين الإسلام، وقد كان له الكثير من الانتصارات في أكبر غزوات الإسلام.
3- هجرته إلى المدينة
إلى جانب شعر علي بن ابي طالب وفصاحته، فقد عُرف عنه الشجاعة وحب النبي، فلم يتردد في أن يفديه بحياته، حيث قرر أن ينام في فراش الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة حتى يخدع المشركين الذين كانوا يخططون لقتل النبي.
كما أمنه الرسول صلى الله عليه وسلم على ودائع الناس وكلفه أن يردها إليهم، ثم خرج علي بأهله من مكة سيرًا إلى المدينة وقد كانت قدماه متورمتان عندما وصل، فذهب إليه النبي وبكى مما رآه في قدمي علي، ومسح عليه الصلاة والسلام على قدمي علي فلم يشعر بألم فيهما.
4- فصاحته
في إطار الحديث عن شعر علي بن ابي طالب، فمن الجدير بالذكر أن كل الأدباء على مر العصور لم يختلفوا على بلاغة وفصاحة الإمام علي رضي الله عنه، فقد تأثر أسلوبه بالقرآن الكريم.
كان كلامه يمتلئ بالموعظة، ففي يومٍ ما بعد أن صلى الفجر إمامًا للناس قال واصفًا الصحابة رضي الله عنهم جميعًا : “لقد رأيت أصحاب رسول الله ﷺ فما أرى أحدا يشبههم.. والله لقد كانوا يصبحون شُعْثا غُبرا صُفرا، بين أعينهم مثل رُكَب المِعزى، قد باتوا لله سجّدا وقياما، يتلون كتاب الله يراوحون بين جباههم وأقدامهم، فإذا أصبحوا فذكروا الله مادوا كما تميد الشجرة في يوم ريح، وهملت أعينهم حتى تبُلّ والله ثيابهم..”
5- فضائله ومكانته
مما لا شك فيه أن علي بن أبي طالب هو أكثر الصحابة تعرضًا للكذب والافتراء ومحاولات تشويه لشخصيته وسيرته، فقد ادعى البعض أنه يرث علم النبوة، وأن الحق معه أينما كان، والعديد من الأكاذيب التي لا علم له بها.
كما أنه كان من أحب الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقد زوجه أحب بناته فاطمة رضي الله عنها، وقد أمر بعدم الإساءة إليه، وهو من العشرة المبشرين بالجنة، وهناك العديد من الأحاديث التي تفيد بمكانة علي بن أبي طالب لدى النبي صلى الله عليه وسلم منها، ” أنت مني وأنا منك”.
6- خلافته
تولى علي بن أبي طالب خلافة المسلمين بعد أن استشهد عثمان بن عفان، فقد تمت مبايعته في المسجد النبوي الشريف في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة 35 هجريًا، وفي ذلك الوقت كثرت الفتن والخلافات التي أدت إلى حدوث تفكك اجتماعي، مما زاد من الأعباء الملقاة على عاتقه.
كان شعر علي بن ابي طالب يتضمن التعبيرات القرآنية البليغة والمفردات النبوية التي كانت تضفي قيمة كبيرة على الأبيات، مما جعل مدرسته في الشعر من أهم المدارس التي يرغب الطلاب في دراستها وتدبرها.
