اللغة العربية

أنواع الجناس في اللغة العربية | 10 أنواع أشهرهم الجناس التام

أنواع الجناس في اللغة العربية

تتعدد أنواع الجناس في اللغة العربية بشكل يجذب الانتباه ويلفت الأنظار إلى جمال اللغة العربية وجمال محسناتها البديعية، وتظهر روعة هذه المحسنات في أجمل الأبيات الشعرية وأروع آيات الذكر الحكيم التي سنوضح لكم من خلالها كل نوع من أنواع الجناس مع تعريف هذه الأنواع بالتفصيل عبر موقع فنون العلم.

أنواع الجناس في اللغة العربية

الجناس في اللغة العربية
الجناس في اللغة العربية

قبل أن نتعرف على أنواع الجناس في اللغة العربية علينا العلم أولًا أن الجناس هو أحد أشهر وأهم المحسنات البديعية، وينقسم إلى نوعيين رئيسيين ألا وهما الجناس اللفظي والجناس المعنوي، ولكننا سنختص بالحديث اليوم جميع أنواع الجناس مع الأمثلة:

1ـ الجناس التام

يعد الجناس التام أحد أشهر أنواع الجناس في اللغة العربية على الإطلاق، ويستخدمه الكثير من الشعراء في أشعارهم وخاصة في فن المواويل وهو أحد الفنون الشعبية، ومن الجدير بالذكر أن أول شاعر حوّل ذلك الفن الشعبي إلى فن فصيح هو الشاعر تميم البرغوثي، وذلك في أكثر من نص شعري، وأولهم هو نص “عتابا فصيحة”.

أما عن تعريف الجناس التام فهو يقصد به اتفاق الكلمات المتجانسة في أربعة أشياء، وهي: (نوع الحروف، وعددها، وترتيبها، واتفاق الحركات والسكنات فيها)، وكل ذلك مع اختلاف المعنى، وللجناس التام أنواع نوضحها في الآتي:

  • الجناس المماثل: وهو الجناس الذي يتفق في نوع الكلمة كفعلين أو اسمين أو حرفين، مثل قول الشاعر تميم البرغوثي “وجوه كالأغاني أو صداها وريِّ الأرض صيفًا أو صداها…”، وهنا الكلمتان المتجانستان اسمان، والأولى بمعنى صدى الصوت، أما الثانية فبمعنى الجفاف.
  • الجناس المستوفي: وهو الجناس الذي يكون في نوعين مختلفين كاسم وفعل، كقول الشاعر أبي تمام “ما مات من كرم الزمان فإنه … يحيى لدى يحيى بن عبد الله”،وهنا الكلمة الأولى فعل بمعنى يعيش والثانية اسم الممدوح.

2ـ الجناس الناقص

يعد الجناس الناقص ثاني أشهر أنواع الجناس في اللغة العربية، ويسمى أيضًا بالجناس غير التام، وهو يعني اختلاف اللفظتين المتجانستين في واحدة أو أكثر من الأربعة التي يتفق فيها الجناس التام وذلك بالطبع مع اختلاف المعنى، وتتمثل أنواع الجناس غير التام في الآتي:

  • الجناس المردوف: وهو الذي يظهر في أول الكلمة مثل: دوام الحال من المحال.
  • الجناس المكتنف: وهو ما يأتي في منتصف الكلمة نحو: جَدي جَهدي.
  • الجناس المطرف: كقوله تعالى: (ذَٰلِكم بِمَا كنتمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كنتمْ تَمْرَحُونَ) [غافر: 75].

الجدير بالذكر أن هناك أنواع أخرى من الجناس اللفظي الناقص، وتتميز هذه الأنواع بتماثل أركان اللفظتين المتجانستين واختلاف أحد الأركان في خط الكتابة، وذلك يتضح أكثر في الأمثلة الآتية:

  • اختلاف الكتابة في النون والتنوين: مثل قول الشاعر: أعذبُ خلق الله نطقًا «وفمًا» … إن لم يكن أحق بالحسن «فمَنْ».
  • اختلاف الكتابة في الضاد والظاء: كقوله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة: 22 – 23].
  • اختلاف الكتابة في التاء المربوطة والمفتوحة: نحو قول الشاعر: “فلا تعيدن حديثًا إنَّ طبعهمو … موكل «بمعاداة المعاداتِ»”.

3ـ الجناس المطلق

يُقصد بالجناس المطلق توافق اللفظتين المتجانستين في الحروف وترتيبها وذلك من دون أن يكون هناك اشتقاق بينهما، مثل قول الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم): “غِفارٌ غفرَ اللهُ لها ، وأسلَمُ سالَمَها اللهُ ، وعُصَيَّةُ عصَتِ اللهَ ورسولَهُ” [حديث صحيح رواه عبد الله بن عمر].

أما إن كان هناك اشتقاق بين اللفظين المتجانسين فيُسمى جناس الاشتقاق، وذلك مثل قوله تعالى: (لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ * وَلَآ أَتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ) [الكافرون: 2 – 3].

4ـ الجناس المذيل

يتحقق الجناس المذيل بزيادة حرف أو أكثر في آخر اللفظة المتجانسة، وذلك مثل قول الشاعر أبي تمام:

يمدون من أيد عواص عواصم … تصول بأسياف قواض قواضب

5ـ الجناس المطرف

يتشابه الجناس المطرف مع الجناس المذيل في المبدأ ولكنه يختلف عنه في الكيفية، لأنه يتحقق بزيادة حرف أو أكثر في أول اللفظة المتجانسة، وذلك يتبين في قول الشيخ عبد القاهر:

وكم سبقت منه إليَّ عوارف ثنائي … على تلك العوارف وارف

وكم غرر من بره ولطائف … لشكري على تلك اللطائف طائف

6ـ الجناس المضارع

يُقصد بالجناس المضارع اختلاف اللفظتين المتجانستين في أحرف غير بعيدة في المخرج مثل الدال والطاء أو الهمزة والهاء أو اللام والراء، وللجناس المضارع ثلاثة أنواع تختلف باختلاف موضع الحرف داخل الكلمة نوضحها في الآتي:

  • أول الكلمة: وذلك يتضح في المثال الآتي: “ليل دامس وطريق طامس”.
  • وسط الكلمة: مثل قوله تعالى: (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ…) [الأنعام: 26].
  • آخر الكلمة: كقول نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم): “الخَيْلُ مَعْقُودٌ في نَوَاصِيهَا الخَيْرُ الأجْرُ، والمَغْنَمُ إلى يَومِ القِيَامَةِ” [حديث صحيح رواه عروة بن أبي الجعد البارقي].

7ـ الجناس اللاحق

يتحقق الجناس اللاحق باختلاف المتجانستين في أحرف بعيدة في المخرج مثل الهاء واللام، وهو يتشابه مع الجناس المضارع في أنواعه الثلاثة التي نوضحها في الآتي:

  • أول الكلمة: نحو قوله تعالى: (وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ) [الهمزة: 1].
  • وسط الكلمة: كقوله تعالى: (وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) [العاديات: 7 – 8].
  • آخر الكلمة: مثل قوله تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ…) [النساء: 83].

8ـ الجناس المحرَّف والمصحَّف

من أنواع الجناس في اللغة العربية هو الجناس المحرَّف الذي يتحقق باختلاف حركات وسكنات اللفظتين المتجانستين مع اتفاق الأحرف وترتيبها، وذلك مثل: “جُبة البُرد جُنَّة البَرد“.

أما الجناس المصحَّف يظهر في اتفاق اللفظتين في رسم الأحرف واختلاف النقط، وذلك كقول الشاعر أبي فراس:

من بحر شِعرك أغترف … وبفضل علمك أعترف

9ـ جناس القلب

يتحقق جناس القلب باختلاف اللفظتين المتجانستين في ترتيب الأحرف، ونوضح لكم بعض الأمثلة على جناس القلب في النقاط الآتية:

  • “اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا”.
  • “لاح أنوار الهدى من كفه في كل حال”.
  • قوله تعالى: (…كُلٌّ فِي فَلَكٍ…) [الأنبياء: 33].
  • قوله تعالى: (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) [المدثر: 3].

10ـ الجناس المركب والملفق

الجناس المركب والملفق يكون في لفظتين مقابل لفظة واحدة، حيث يصدران نفس الصوت سماعًا ولكن الكتابة تكون منفصلة، ولعل أشهر الأمثلة على الجناس المركب هو قول الشاعر إسماعيل صبري:

طَرقتُ البابَ حتى كَلَّ مَتني … فَلَما كَلَّ مَتني كلَّمتني

فَقالت يااسماعيلُ صبرًا … فَقلتُ يا أسما عِيلَ صَبري

اقرأ أيضًا: أغراض الشعر الجاهلي

كيف نفرق بين الجناس الناقص والسجع؟

كيف نفرق بين الجناس الناقص والسجع؟
كيف نفرق بين الجناس الناقص والسجع؟

في سياق شرح أنواع الجناس في اللغة العربية قد يتبادر إلى أذهانكم سؤال ما الفرق بين الجناس الناقص والسجع، ولعل إجابة هذا السؤال في غاية السهولة واليسر، وكما وضحنا معنى وتعريف وأنواع الجناس الناقص، دعونا الآن نوضح لكم بإيجاز معنى وتعريف السجع حتى تتمكنوا من التفريق بينهما، فالسجع يعني توافق الفاصلتين في آخر حرف، وهو محسن بديعي يظهر في النثر فقط أما الجناس فهو محسن بديعي يظهر في الشعر والنثر، ومن أمثلة السجع:

  • قوله تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) [النبأ: 6 – 7].
  • قول الحريري: “هو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه، ويقرع الأسماع بزواجر وعظه”.
  • قول الهمذاني: “إن بعد الكدر صفوًا، وبعد المطر صحوًا”.

من الجدير بالذكر أنه يمكن يكون هناك محسنين بديعيين في نفس الألفاظ وذلك غالبًا ما يحدث بين الجناس الناقص والسجع، مثل قوله تعالى: (فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ) [الغاشية: 13 – 14].

رغم تعدد أنواع الجناس في اللغة العربية فإن كل نوعٍ منها فريد ويُضفي روحًا من المتعة عند قراءته في أبيات الشعر العربي، وذلك لأنه يدعونا للتفكر في اختلاف معنى كل جناس وتذوق متعة الشعر في كل العصور.

السابق
أعظم الحضارات في التاريخ
التالي
تأثير تغير المناخ على الكائنات الحية