تعد عوامل قيام الحضارة المصرية القديمة موضع اهتمام الكثير من محبي التاريخ، وذلك لأن الحضارة المصرية القديمة تعتبر من أول وأشهر الحضارات في العالم، والتي كان لها تأثير على الكثير من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في جميع أنحاء منطقة شمال إفريقيا، وأجزاء من بلاد الشام، ويمكن من خلال موقع فنون العلم معرفة العوامل المساهمة في قيام الحضارة المصرية القديمة.
جدول المحتوى
عوامل قيام الحضارة المصرية القديمة
إن نشأة الحضارة المصرية القديمة ترتبط بالعديد من العوامل التي ساعدت على ظهور تلك الحضارة، ويرجع ذلك إلى مقوماتها البيئية والطبيعية، والكثير من العوامل الأخرى التي يمكن التعرف عليها من خلال الآتي:
1- نهر النيل
يعتبر نهر النيل من العوامل التي لعبت دورًا محوريًا في قيام الحضارة المصرية القديمة، وذلك لأنه كان بمثابة شريان الحياة، حيث إنه بث الحياة في صحراء مصر، كما أن كافة جوانب الحياة بمصر اعتمدت عليه، وذلك لأنه كان مصدر الغذاء، والكثير من الموارد المهمة.
يُذكر أنه تم الاعتماد عليه أيضًا في الزراعة، وفي السفر، وذلك لأن نهر النيل كان يتدفق باتجاه الشمال من شرق ووسط إفريقيا تجاه البحر الأبيض المتوسط، وهذا على طول مسافة 6694 كيلومترًا تقريبًا.
كان نهر النيل يزود مصر التي تتميز بطبيعتها الصحراوية بمياه الري، وأيضًا التربة الخصبة، وكان يتم الاعتماد عليه في نشأة المدن وسط الصحراء، والأهم أنه كان لديه تأثير واسع المدى على تشكيل الديانة والثقافة المصرية القديمة مع المساهمة في تطورهم مع الوقت.
وهذا من خلال السكان الذين كانوا يقطنون على الضفاف قديمًا، والذين مع الوقت عملوا على تطوير طرق تساعدهم على التعامل مع الفيضانات السنوية للنهر، بالإضافة إلى بنائهم للسفن والقوارب، والكثير من المهارات الأخرى المتعلقة بالزراعة.
اقرأ أيضًا: بحث عن الحضارة المصرية القديمة pdf
2- الموقع الاستراتيجي
من أهم ما تميزت به مصر القديمة موقعها الجغرافي المتميز، حيث إنها تقع في شمال قارة أفريقيا، وكان تقسيمها الإقليمي يتضمن أربعة مناطق استراتيجية مثل الدلتا، ووادي النيل، والصحراء الشرقية، والصحراء الغربية، والأهم إطلالها على بحرين مهمين هما البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأحمر.
ساهم هذا العامل في التواصل مع مناطق جغرافية أخرى تقع بالقرب من مصر، بالإضافة إلى تنشيط حركة التجارة، والجدير بالذكر أن هذا العامل يرتبط بعامل آخر ساعد على نشأة تلك الحضارة وهو نهر النيل.
حيث إن موقع نهر النيل في مصر، وتربته الخصبة التي تترسب على جانبيه بعد انحسار النهر عقب الفيضان السنوي ساعد على تحقيق الأمن الغذائي، الأمر الذي ساهم في تحقيق الكثير من الإنجازات في مجالات مختلفة.
كما أنه وراء تلك الأراضي الخصبة الواقعة على جانبي النهر، هناك صحراء شاسعة، وكانت تلك الصحراء حاجز حماية طبيعي، الأمر الذي وفر الأمن والحماية للحضارة المصرية من أطماع الغزاة الذين كانوا يرغبون في احتلال أراضيها.
3- تنوع المناخ
يعد تنوع المناخ من أهم عوامل قيام الحضارة المصرية القديمة، وذلك لأن مصر تتميز بمناخ حار جاف صيفًا، معتدل ممطر شتاءً، وبفضل تنوع المناخ، كان ذلك عاملًا مهمًا في نمو وتنوع المحاصيل الزراعية بوفرة.
كما أن المصريين القدماء أدركوا بتأثير وتغيرات المناخ طوال العام على حياتهم، حيث كانوا على دراية بأهمية الاستعداد لتلك التغيرات، فهم اعتمدوا عليها بشكل أساسي لتقسيم شهورهم إلى 12 شهرًا، كل شهر يضم 30 يومًا.
الأهم من ذلك أنهم قاموا بتقسيم السنة الزراعية إلى 3 فصول، كل واحد منها يتكون من أربعة أشهر، وتلك الفصول هي:
- آخت “فصل فيضان نهر النيل”.
- برتهو “فصل البذر والزرع”.
- شمو “فصل حصاد المحاصيل”.
اقرأ أيضًا: التغيرات المناخية واثرها على البيئة
4- الثروات الطبيعية
من خلال الوصول إلى معرفة عوامل قيام الحضارة المصرية القديمة، نشير إلى أن الأراضي المصرية القديمة احتوت على الكثير من الثروات الطبيعية المختلفة، والتي كانت لها يد في قيام الحضارة المصرية القديمة، ومن أبرز تلك الثروات:
- الذهب.
- الأحجار الكريمة.
- الملح.
- النحاس.
- الكتان.
- الحجر الرملي.
- القصب.
- البازلت.
- حجر الكلس.
- المرمر.
- الجرانيت.
من أهم المساهمات لتلك الثروات في قيام الحضارة المصرية القديمة، حجر الكلس الذي ساهم في تمكين المصريين القدماء من تجربة الكثير من طرق البناء المختلفة، مع تطوير المهارات الهندسية، ونرى ذلك من خلال المباني والصروح الهندسية التي لا تظل موجودة حتى يومنا هذا، ومن أهمها الأهرامات.
5- الوحدة
من أهم ما تميزت به مصر القديمة وحدتها، حيث كان ذلك عاملًا مهمًا في اتحاد أقاليمها، وذلك من خلال عموم الأمن بين المواطنين، وأيضًا وقف النزاعات بين المناطق المختلفة.
إذ إن توحيد مصر كان عاملًا مهمًا في تأسيس أول إمبراطورية بالمنطقة، الأمر الذي ساعد على انتشار نمط للحياة المصرية في البلدان والمستعمرات القريبة، والتي توجد في بلاد ما بين النهرين، والبحر الأبيض المتوسط.
6- الجيش
وصولًا إلى عوامل قيام الحضارة المصرية القديمة، نذكر أن حماية مصر القديمة يتولاها جيش قوي، حيث إن مهام الجيش المصري لم يكن مقتصرًا على المشاركة بالحروب، والتصدي للغزاة فقط، بل كان لهم بعض المهام التجارية.
وكانت تلك الأمور عاملًا مهمًا في صون السيادة المصرية، مع توسيع نطاقها، إذ يجب العلم أنه في عصر بناة الأهرامات، كان يتم دعم كافة الوحدات العسكرية الصغيرة بالمزارعين بالأوقات الضرورية.
كما أنه كان يتم إنشاء جيوش خاصة في أوقات عدم الاستقرار الداخلي، وكانت تلك الجيوش متضمنة مرتزقة غير مصريين، لكن في عصر المجد الحربي تحديدًا في عهد الملك رمسيس الثاني، فقد تم إجراء بعض التحسينات واسعة المدى في الفنون والتقنيات العسكرية.
في الختام نشير إلى أن عوامل قيام الحضارة المصرية القديمة ساعدت على نشأة دولة قوية منذ العصور القديمة، وقيامها بالكثير من الإنجازات المختلفة التي لا يزال الكثير منها موجود حتى وقتنا هذا، وذلك من فن، وآثار وغير ذلك الكثير.
