التاريخ

اول معركة هزم فيها المسلمون بعد احد

اول معركة هزم فيها المسلمون بعد احد

اول معركة هزم فيها المسلمون بعد احد استشهد فيها العديد من المقاتلين، فقد كانت هزيمة شنعاء لم يعد لها المسلمون حسابًا، وعلى الرغم من ذلك فإن هذه المعركة مليئة بقصص شجاعة المسلمين وبرهان على حبهم للإسلام، ففي هذا المقال سوف نتعرف إلى هذه المعركة وأسباب الهزيمة فيها من خلال موقع فنون العلم.

اول معركة هزم فيها المسلمون بعد احد

بدأ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إعداد الغزوات من أجل زيادة الفتوحات الإسلامية ونشر الدين الإسلامي على أكبر نطاق ممكن، وقد كثرت الغزوات التي انتصر فيها المسلمون.

لكن هناك بعض الغزوات التي لم يتوفق  فيها المسلمون نتيجة لعدة أسباب عسكرية وتخطيطية، وتعد غزوة الجسر هي اول معركة هزم فيها المسلمون بعد احد، وهي المعركة التي خسر فيها المسلمون أمام الفرس.

وبعد أن توفي النبي صلى الله عليه وسلم بدأت حركة الردة، أي التخلي عن الدين الإسلامي والعودة إلى الكفر والضلال، وكان ذلك في عهد أبي بكر الصديق، وقد شهدت تلك الفترة العديد من الحروب التي انتصر فيها المسلمون.

ثم بدأ المسلمون في الحرب على بلاد فارس والروم، وازدادت الفتوحات الإسلامية في ذلك العهد إلى أن انهزم المسلمين أمام الفرس في معركة الجسر وكانت المعركة الأولى التي ينهزمون فيها أمامهم.

قصة الهزيمة في معركة الجسر

قصة الهزيمة في معركة الجسر
قصة الهزيمة في معركة الجسر

من الجدير بالذكر أن المسلمين حققوا الكثير من الانتصارات على جيش الفرس في معركة النمارق، ومعركة السقاطية ومعركة باقسياتا، فبعد أن تعرض الفرس إلى كل تلك الهزائم قرر رستم قائد الفرس أن يختار واحدًا من أهم القادة وأكثرهم مهارة من أجل قتال المسلمين.

فوقع الاختيار على “بهمن جاذويه” حيث كان أكثر القادة كرهًا للمسلمين والعرب على وجه العموم، ثم قرر رستم أيضًا اختيار الجنود وأمراءهم، والفرسان الماهرين، وزود الجيش بسلاح الأفيال، وقدم للجيش راية الفرس العظمى.

أما بالنسبة للمسلمين، فعندما علم أبو عبيد الثقفي قائد الجيش ذهب بجيشه سريعًا إلى بابل جنوب المدائن، ولكن قرر أن يعبر الفرات باتجاه الحيرة، وعسكر بجيشه بالقرب من نهر الفرات في الصحراء.

القرار الخاطئ في غزوة الجسر

نزل جيش الفرس إلى نهر الفرات من الناحية الشرقية، وأرسل بهمن جاذويه قائد جيش الفرس رسالة إلى جيش المسلمين يخيرهم بأن يعبروا إليهم النهر أو يدعوا جيش الفرس يعبرون إليهم.

فقرر قادة جيش المسلمين بالإجماع أن يتركوا جيش الفرس يعبرون إليهم؛ لأن في هذا المكان سوف يسهل على المسلمين طلب المساعدات والإمدادات الحربية، كما أن عبور المسلمين سوف يضعهم في مكان ضيق وخلفهم النهر.

على الرغم من إجماع القادة على هذا الرأي، إلا أن أبو عبيد أصر على العبور إلى الفرس تحت مبدأ الشجاعة، وقال إن الفرس لن يكونوا أشجع من المسلمين وأجسرهم على الموت.

استشهاد القائد أبو عبيد

أصدر أبو عبيد قرارًا بعمل جسر يمر فيه المسلمون إلى الجانب الذي ينتظرهم فيه الفرس، وكلف ابن صولبا بهذه المهمة، وقد قام هذا الرجل بعمل الجسر ولكنه لم يكن جيدًا بالدرجة الكافية، بل كان يسهل قطعه.

فعندما عبر المسلمون إلى الفرس وجدوا أنفسهم في مساحة ضيقة يحيط بها النهر من الخلف والجوانب، وهنا بدأ الفرس بالهجوم بالأفيال على المسلمين، ولم تكن الخيول لدى المسلمين مدربة على مواجهة الأفيال مما أدى إلى هروبهم.

في ذلك الحين قرر أبو عبيد مواجهة الفيل ومحاولة قتله ولكنه لم يستطع، فاستشهد وقاتل المسلمون من أجل الحفاظ على جثمانه، وتولى من بعده قيادة الجيش المثنى بن حارثة.

انسحاب الجيش الإسلامي

في ذلك الحين وأثناء توتر وإحباط جيش المسلمين ذهب عبد الله بن مرثد الثقفي مسرعًا إلى الجسر فقطعه على الفور، ولكن المثني قرر بسرعة أن يختار بعض من أبطال الجيش لكي يصلحوا الجسر واستطاعوا فعل ذلك بمعجزة.

انسحب ستة آلاف مقاتل من المسلمين وعبروا الجسر إلى الضفة المواجهة، وظل المثنى بن حارثة يحارب الفرس حتى أصيب إصابة كبيرة تسببت في وفاته بعد شهرين.

من الجدير بالذكر أن هذه الهزيمة كانت شديدة الأسى على المسلمين، حيث فقدوا فيها أربعة آلاف مقاتل ما بين قتيل وغريق، وفُقد فيها سبع أمراء من الجيش الإسلامي.

أسباب الهزيمة في معركة الجسر

من المهم معرفة الأسباب التي أدت إلى الهزيمة من الفرس في معركة الجسر التي تعتبر اول معركة هزم فيها المسلمون بعد احد، وتتمثل هذه الأسباب فيما يلي:

  • الشجاعة غير المدروسة: عندما قرر أبو عبيد الثقفي العبور للفرس دون دراسة المكان بدقة، والتأكد من أن المسلمين سوف يستطيعون القتال فيه.
  • ضيق المكان: فهو أحد أهم العوامل التي تسببت في خسارة المسلمين، حيث كان يحيط بهم النهر من ثلاث جوانب مما أصفر على غرق العديد من المقاتلين.
  • عدم الأخذ بنصيحة عمر بن الخطاب: التي قالها لأبي عبيد عن الفرس، حيث حذره من خداعهم ومكرهم، فأعطاهم الفرصة ليستفزوه ويستدرجوه للمكان الذي يريدون القتال فيه.

متى وقعت معركة الجسر؟

في إطار التعرف إلى أحداث اول معركة هزم فيها المسلمون بعد احد وهي معركة الجسر، فتجدر الإشارة إلى أن هذه المعركة تمت في الثالث والعشرين من شهر شعبان في العام الثالث عشر من الهجرة، الموافق الثاني والعشرين من أكتوبر عام 634 ميلاديًا.

تعتبر غزوة الجسر هي اول معركة هزم فيها المسلمون بعد احد وكانت الهزيمة نتيجة اتخاذ قرارات متهورة من قائد الجيش، حيث استطاع الفرس استدراج الجيش الإسلامي إلى أرضهم واستغلوا وجود الأفيال التي لم يقاتلها خيول المسلمين من قبل وهزموهم هزيمة ساحقة.

السابق
ماهي الالوان التي ذكرت في سورة البقرة
التالي
طريقة عمل الحنة الحمراء للشعر بدم الغزال