من اول من جاهد في سبيل الله؟ وما هو فضل الجهاد؟ فقد أباح الله سبحانه وتعالى الجهاد من أجل نشر التوحيد، حتى يتراجع الذين كفروا عن كفرهم، ويؤمنون بالله تعالى الواحد الأحد، وبالفعل كان هذا الجهاد مؤثرًا، وفي موقع فنون العلم سوف نوضح لكم من أول المجاهدين في سبيل الله.
جدول المحتوى
من اول من جاهد في سبيل الله
أمر الله تعالى بالجهاد فنتج عنه هداية العديد من الناس وخرجوا من الظلمات إلى النور، وأول من جاهد في سبيل الله تعالى هو نبي الله إدريس عليه السلام، فقد كلفه الله تعالى بدعوة قومه للإيمان بالله وحده ولكنهم لم يطيعونه، ويقال إنه أول من اتخذ السلاح وسيلة للجهاد وبدأ في نشر فكرة التوحيد والإيمان بالله.
فضل الجهاد في سبيل الله
بعد معرفة إجابة سؤال من اول من جاهد في سبيل الله، من الجدير بالذكر توضيح فضل ومكانة الجهاد عند الله عز وجل، إذ قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) ]الصف: 4[.
هذه الآية تبين فضل الجهاد حيث توضح أن من يجاهد في سبيل الله يكون ممن يحبهم الله عز وجل، مما يدل على عظمة مكانة هذا العمل.
كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: (الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) ]التوبة: 20[.
في تلك الآية الكريمة يوضح لنا عز وجل أن من يجاهد في سبيل الله رغبة في نشر الإسلام وتعميم التوحيد لهم الأجر والثواب العظيم فيفوزون بالجنة وينعمون برحمة الله.
ثم أكمل سبحانه وتعالى مفسرًا لنا ما سوف ينعم به المجاهدون في سبيله من رحمة ومغفرة ورضا، وأنهم باقين في الجنة إلى الأبد بأمره تعالى، ويتضح ذلك في الآية الكريمة: (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) ]التوبة: 21-22[.
اقرأ أيضًا: اول معركة هزم فيها المسلمون بعد احد
الهدف من الجهاد في سبيل الله
انطلاقًا من سؤال من اول من جاهد في سبيل الله تجدر الإشارة إلى أن الجهاد لم يشرع من أجل إكراه الناس على ترك ثقافتهم، أو من أجل أن تشيع الفتنة والفساد، ولكن من أجل أن تكون كلمة الله عز وجل هي العليا.
كما أكد الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم على ألا يبدأ المسلمون بالقتال أو الاعتداء، فقال تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) ]البقرة: 190[.
هذه الآية الكريمة تؤكد على أن الغاية من الجهاد ليس الاعتداء أو الإفساد أو إثارة الفتن، إنما تكون من أجل نشر دين الإسلام وهداية الناس إلى طريق الهدى.
فيأمر الله تعالى المؤمنين ألا يبدؤوا بالقتال بل يكونوا هم رد فعل على الذين يقاتلونهم، واستنتاجًا مما سبق يتضح أن الهدف من الجهاد والحرب في سبيل الله هو:
- الدفاع عن النفس ومواجهة الأعداء.
- دفع الظلم ونصر الحق والعدالة.
- استكمال الدعوة إلى الدخول في الإسلام، وتأمين الضعفاء الذين يرغبون في اعتناقه.
- رد الحقوق المسلوبة إلى أصحابها.
شروط الجهاد في سبيل الله
لم يكن الجهاد في سبيل الله دون ضوابط، فقد شرعه الله تعالى ولكن ببعض الشروط التي لا تجعله شيئًا عبثيًا ينشر الفتنة والفساد، ومن هذه الشروط:
- لا يقاتل المسلمون إلا من يقاتلونهم، ولا يعلنوا العدوان على المدنيين الأبرياء.
- الاتصاف بالنبل والرحمة.
- التوقف عن القتال إذا اتجهوا الأعداء إلى السلم.
- التعامل مع أسرى الحرب معاملة إنسانية.
- عدم التخريب في البيئة، فقد نهى الله تعالى عن قتل الحيوانات، وإفساد الأراضي الزراعية أو قطع الأشجار، وتلويث المياه، وهدم المنازل.
- عدم التعرض للرهبان وعدم إكراه الناس في اعتناق الإسلام.
أقسام الجهاد
في إطار الإجابة عن سؤال من اول من جاهد في سبيل الله، فوجب التذكير بأن هناك قسمين أساسيين للجهاد في سبيل الله تعالى، وهما:
- جهاد الطلب: وهو التخلص من كل الأسباب التي تمنع الناس من نصرة الحق واعتناق الإسلام وتوحيد الله تعالى.
- جهاد الدفع: وهو محاربة الأعداء الذين أرادوا دخول البلاد الإسلامية رغبة في نشر الفساد، وسلب الناس حقوقهم.
الفرق بين الجهاد والإرهاب
يختلط الأمر لدى العديد من الناس فعندما يسمعون كلمة الجهاد يتخيلون الإرهابي الذي يحمل سلاحًا، ويعتدي على الأبرياء، ويذل كرامتهم ويحرمهم حريتهم.
لكن على العكس فإن المجاهد في سبيل الله هو من يدافع عن كرامة الضعفاء ويقاتل من أجل إعطائهم حقوقهم وحرياتهم، ويؤمن لهم حياة آمنة.
من الجدير بالذكر أنه تم تشريع الجهاد من أجل الدفاع عن دين الله ضد الكفار المعتدين، والدفاع عن الوطن والنفس والعرض والمال، وكذلك من أجل دعم المظلومين ونصرتهم.
لكن الإرهاب هو فعل يحرمه الله ولم يشرعه الإسلام على الإطلاق، حتى وإن أطلق الإرهابي على نفسه لقب المجاهد فهو لا يمت للجهاد بصلة، فإنه يعمل على ترويع الآمنين الأبرياء وقد نهى الله ورسوله عن هذا الفعل، فإن الإسلام غايته أن يعيش الناس في أمن وسلام لا في رعب وتخويف وترهيب.
يعتبر سؤال من اول من جاهد في سبيل الله من أهم الأسئلة التي تجعلنا نتعمق في الحديث عن الجهاد والتعرف أكثر إلى أهدافه وشروطه، حيث يعتبر من أهم المظاهر الدينية التي يحبها الله عز وجل ويرفع من شأن صاحبها في الدنيا والآخرة.